افتتاح أى مركز لعلاج الأورام فى مصر يعتبر خطوة مهمة على طريق محاربة السرطان اللعين، ولذلك كان لا بد من الاحتفاء بالعيادات الجديدة التى افتتحت مؤخراً والتابعة لجامعة القاهرة، وما زال الأمل قائماً فى استعادة شباب وحيوية معهد الأورام وبناء صرح آخر جديد فى مدينة 6 أكتوبر لأن حال المعهد أصبح لا يسر عدواً ولا حبيباً، لكن فى ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التى نعيشها، وفى ظل أننا لا يمكن أن نمنح قبلة الحياة لكل مستشفياتنا من خلال التبرعات فقط، وفى ظل أن العلاج هو جناح واحد نركز عليه دائماً وننسى الجناح الآخر الذى حتماً سيزن الأمور وهو جناح الوقاية، هذا الجناح لن يكلفنا مليارات العلاج التى تثقل كاهلنا وقد أصبح دور وزارة الصحة الحقيقى هو نشر ثقافة الوقاية حتى ترحم الدولة من إرهاق ميزانيتها بعلاج تكلفته عالية مثل علاج السرطان خاصة ذا الفعالية العالية مثل العلاج الموجه، خطوات بسيطة واقتراحات متواضعة من الممكن أن تخفض نسبة السرطانات فى مصر إلى أقل من النصف وذلك بخطوات غاية فى البساطة: محاربة التدخين الذى نتخيل أنه مرتبط فقط بسرطان الرئة ولكنه للأسف مرتبط بمعظم أنواع السرطانات من الحنجرة إلى القولون. محاربة البدانة التى أصبحت مصر تحتل مرتبة متقدمة فى طابورها العالمى والتى باتت ترتبط وبما لا يدع مجالاً للجدل والشك من خلال أبحاث علمية كثيرة بأنواع سرطانات متعددة. الوقاية من عدة سرطانات بعمل مسح أو الدعوة من خلال أجهزة الإعلام لعمل بعض التحاليل والفحوصات للكشف المبكر من خلال بروتوكولات تحدد السن المعرض للمرض أكثر والمدة الفاصلة بين كل فحص وآخر، الكشف المبكر صار كلمة السر وشفرة النجاح للوقاية والشفاء من السرطان مثل: الماموجرام للسيدات ونصائح الكشف الذاتى على الثدى والبدء فيها مبكراً لمن لديهن تاريخ عائلى للمرض. تحليل الـ PSA للرجال للكشف المبكر عن سرطان البروستاتا. مسحة عنق الرحم. تطعيم البنات ضد سرطان عنق الرحم وهو تطعيم جديد لا يعرفه معظم المصريين ويجهلون أنه يقى بناتهم شر سرطان عنق الرحم فى المستقبل بنسبة 100%. تحليل ألفا فيتوبروتين لكل مريض كبد متليف خاصة أننا البلد الأول على العالم فى نسبة انتشار فيروس «سى». تحليل الدم المختفى للبراز للكشف المبكر عن سرطان القولون ثم نختار من خلال المسح الشامل بعينة الدم المختفى المرضى الذين نجرى عليهم فحص منظار القولون. .. هذه هى بعض التحاليل والفحوص والإجراءات الاحترازية التى من الممكن وبقروش قليلة أن تساعدنا فى الحرب الضروس ضد السرطان الذى ارتفعت فى العالم نسب الشفاء منه بصورة مبشرة.. إنه وحش كاسر لكن يمكننا ترويضه.